Skip to content Skip to footer

دعوة زفاف

         الزواج من أكثر الأمور التي يُمكنك أن تجد بها أختلافًا بين ثقافات وموروثات الشعوب،فالبعض من هذه الموروثات ظلت كما وجدنا عليها اباءنا، والبعض الأخر يتغير ويتبدل بما يلائم عصرنا

   من أهم الخطوات التي تسبق إعلان الزواج و إتمامه مرحلة (أختيار العروس ) فاختلفت وتباعدت وجهات النظر في الطريقة التي يعتمد عليها الشخص ليختار تلك الفتاة التي تحمل أسمه

أما عن أهل العروس فالبعض منهم يتعمد أن يضع العريس في أختبار صعب ليتأكدوا أن هذا الشخص هو الأحق بالزواج من أبنتهم

                        ففي منطقة النبت في الصين عندما يطلُب فتى الزواج من فتاة فإنهم يضعونها فوق شجرة وحولها مجموعة من أهلها ومعهُم العصي ..فإذا أستطاع الفتى أن يخترقهُم ويصل للفتاة ، فعليه أن يمسك بيدها ويهرب بها بعيدًا ، فإذا نجح في هذا الاختبار فيكون بذلك هو اهلًا للثقة وتصبح زوجته

                    أما عن قبيلة الزولو الأفريقية فقد وضعت له أختبارًا أكثر صعوبة حيث يقوم والد العروس بضرب العريس فإذا لم يتحمل الألم فهو بذلك زوج غير مناسب لـ أبنتهم وليس على القدر الكافي لتحمُل المسئولية ..بل وليس مُناسب لـ أي فتاة أخرى وربما حُكِم عليه بعدم الزواج

   وكذلك يفعلون  في جنوب الهند ،، ولكن بإختلاف أن العروس نفسها هي من تضع العريس محل الأختبار حيث عليها أن تكوي ظهره العاري بالنار ، فإذا أستطاع أن يتحمل الألم فتختاره زوجـًا لها ولكن إن تألم فترفضه وليكن مصيره كسابقه الفتى الأفريقي الذي مُنِع عن الزواج لنفس السبب .. لأن كلاهما لم يتحمل الألم

                         وفي بعض الأحيان يقوم (والد العروس الهندي ) بالبحث عن زوج لـ أبنته .. ويعرض عليه الزواج منها  ، وفي حالة موافقة العريس تجتمع العائلتان في أحتفال رسمي من أجل التعارف

وفي أحيانًا أخرى وعلى أرض الهند أيضًا يقوم العريس باختيار عروسته بنفسه ويقدم لها بقرة و عجل كـمهرًا لها ، كما يقدم لـ أبيها نذرًا ليؤكد له  أنه سوف يحافظ على الفتاة ويصونها

                    أما فتايات قبيلة اليوربا النيجيرية .. فتقوم الفتاة منهن بتولي الأمر حيث تقف عند بيت أهلها بكامل زينتها ليمر الشبان ويرونها.. ومن تعجبه فليقف ويطلب أن يتزوجها

                                 وإذا أردنا أن نعرف الأمر الأكثر غرابة فلننتقل إلى الصين حيث تتم الخطبة بين العروسين دون رؤية بعضهم ، فإذا تم الأتفاق بين الأهل فإن أهل العروس يزينونها ويضعونها في محفة مُغلقة ولها مفتاح ثم يتم نقلها لـ خارج البلاد ومعها القليل من أهلها .. وعندما يأتي العريس يعطونه المفتاح ليشاهد  العروس فإذا أعجبته أخذها وتزوجها ،وإن لم تعجبه ردها لـ أهلها

 

تشابهت الأسباب والأهداف و أختلفت العادات والتقاليد .. فـ كلًا من هولاء يسعى لـ أختيار زوجة له ولكن  لكل شيخ طريقة

                          فإذا أستطاع الفتى الأفريقي أن يجتاز الأختبار، و أُعجِب العريس الصيني بعروسته، ووافق الفتى الهندي أن يتزوج الفتاة التي أختاره  لها أباها، فسيصبح كلًا منهم في حاجة لـ إعلان زواجهما .. فـ مثلما أختلفت الشعوب ف طريقة أختيار العروس فتعددت أيضًا الأساليب التي يتم بها الإعلان عن الزواج

    فـ هناك بعض الشعوب التي صنعت طقوسًا أثناء الإحتفال بالعُرس لتظهر بها سيطرة العريس و أنه صاحب الكلمة المسموعة.. ففي قبيلة بوذا الهندية فرضت على العروس أن تزحف على قدميها و يديها من أجل الوصول لـ العريس ، وعندما تصل إليه فيقوم بوضع قدمه على رأسها مباركة لها

أما في جاوة فيجب على العروس أن تغسل قدم زوجها بالماء أثناء الأحتفال بالعُرس ليدل ذلك على الطاعة طيلة أيام حياتها

و إذا أنتقلنا الى الصومال نجد العريس يضرب زوجته أمام الحاضرين ليعلن لهم جميعًا بإنه صاحب الكلمة المسموعة في البيت

أما في جزيرة جرينلاند في الدنيمارك فيتم الأحتفال بالزواج بإن يقوم العريس بجر العروس من شعرها من بيت أهلها حتى الوصول لـ مكان الأحتفال

   و تواجدت في بعض الشعوب طقوس تهدف لـ أن لا تكون العروس في أبهى صورها و زينتها كما هو مُتعارف عليه ، فـ في أسكتلندا تسعى العروس لـ أن تظهر بـ أقبح و أسوء صورها حيث يقوم صديقاتها بـ إلقاء القمامة والبيض عليها، من أجل أن تثبت أثناء الأحتفال بالعرس بإنها كما أستطاعت أن تتحمل ذلك فـ هي على قدر كافٍ لتحمل مسئولية الزواج

أما في جزيرة جاوة فتدهن العروس أسنانها بـ اللون الأسود بإعتقادًا منهم أن ذلك يجعلها أكثر جمالًا

و أتسمت البعض الأخر من الطقوس بـالبساطة كجنوب المحيط الهادي الذي يتم لديهم الأحتفال بالزواج عن طريق ذهاب العروسين لـ شيخ القرية فيقوم بضرب رأسيهما معًا ويكون ذلك بمثابة الإعلان عن الزواج

أما في أندونسيا فـ يُحرَم على الفتاة أن تلمس الأرض في يوم عُرسِها ، وبالتالي فيجب على والدها أن يحملها على كتفيه لـبيت زوجها

وأما عن تقديم المهور فـيختلف ما بين الأموال والذهب والعجول والبقر .. أما المهر الأكثر غرابة هو الذي يُقدَم في اليثافيك فيكون مهرها مجموعة كبيرة من الفئران ، وكلما كانت أقل جمالًا فيُقدَم لها عدد أقل من الفئران وهذاهو نفس المهر الذي يُقدم في جزيرة جاوة أيضًا ولكن بعدد 25 فأر وكان الغرض من ذلك هوالتخلص من الفئران بسبب كثرة تواجدها

وفي قبيلة سابو الهندية وكذلك كوريا الشمالية يتكرر دفع مهر العروس كل عام 

والأيام المحددة التي تتعلق بإقامة مراسم الزواج غالبـًا تكون يوم لـ حنة العروس ، ويقابله يوم لـ العريس ثم يوم الزفاف

وبعد أن تمت الجوازة أصبح الخاطبة ما لها عازة  –مثل شعبي

بالفعل، بعد أن تم أختيار العروس وأقيمت الأفراح و الليالي الملاح وتم الأعلان عن زواجهما .. يبدأ العروسين حياة يصنعونها بإيديهم تحت طقوس  وموروثات أيضًا ،، ولكن كلاهما مهما أختلفت بلدته ودينه ولونه وطقوسه ف هو يحلم بحياة هادئة مليئة بالحب  يزينها الأبناء

فـ نحن نتشابه رغم الأختلاف

 

 

Leave a comment